سلسلة عمر الأمة بعد النبوة في 4 مراحل و 4 فتن [17/79]
لتحميل سلسلة الملك العاض ادخل على الرابط التالي
https://www.mediafire.com/download/tkdfzn3oybbjb6o
تنوية رابط خاص لتصفح السلسلة
https://noorhak.blogspot.com/search/label/%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B6
سلسلة الملك العاض#
_______________
1 نظرة عامة
2 الأمويون
3 التاريخ لا يكرر نفسه
4 العباسيون ، المماليك ، و العثمانيون
______________________
( 16/ 33 ) الملك العاض - نظرة عامة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شهدت الخلافة الأولى تعاقب 4 خلفاء راشدين من المبشرين بالجنة ، و كانوا على منهج النبوة ، و لم تكن الخلافة تنتقل بالوراثة ، و إنما بالشورى ، و طبقت الشريعة الإسلامية بحذافيرها خلال هذه المرحلة ، و كانت المدينة المنورة هي عاصمة دولة الخلافة الراشدة الأولى التي استمرت 30 سنة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن سفينة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" الْخِلاَفَةُ فِي أُمّتِي ثَلاَثُونَ سَنَةً، ثُمّ مُلْكٌ بَعْدَ ذَلِكَ. "
ثُمّ قَالَ سَفِينَةُ: امْسِكْ عَلَيْكَ خِلاَفَةَ أَبي بَكْرٍ، وَخِلاَفةَ عُمَرَ وَخِلاَفَةَ عُثْمانَ، ثُمّ قَالَ لي: امسِكْ خِلاَفَةَ عَلِيّ قال: فَوَجَدْنَاهَا ثَلاَثِينَ سَنَةً.
/رواه أحمد و الترمذي /
فبحساب فترة خلافة كل واحد من الخلفاء الراشدين نجد أن هذا الحديث يصدق عليهم و هو من دلائل النبوة
فمدة خلافة أبي بكر سنتان وثلاثة أشهر وعشرة أيام
ومدة خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وثمانية أيام
ومدة خلافة عثمان إحدى عشر سنة وأحد عشر شهراً وتسعة أيام
ومدة خلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر وسبعة أيام .
مجموع مدة الخلفاء الراشدين الأربعة المذكورة سابقاً هي : تسع وعشرون سنة وأربعة شهور وخمسة أيام ، ولو أضفنا لها مدة الحسن بن علي وهي سبعة شهور لاكتمل العدد إلى ثلاثين سنة تماماً .
لهذا قال معاوية بن أبي سفيان - أول حكام العهد الأموي - بعد انقضاء الثلاثين سنة : " أنا أول الملوك"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرحلة السياسية الثانية التي تلت الخلافة كانت الملك العاض الطويل الذي تمثل بالدولة الأموية ، العباسية ، المملوكية ، العثمانية و انتهى فعلياً مع عزل السلطان العثماني عبد الحميد عام 1908 و أعلن عن وفاته رسمياً عام 1923 عندما أعلن أتاتورك الجمهورية العلمانية التركية و ألغى الخلافة في العام التالي و فك الارتباط بالمدن المقدسة ، و دخلت مكة و المدينة في العام الذي تلاه تحت حكم ملك نجد عبد العزيز آل سعود
و أنا أركز على الوضع السياسي لمكة و المدينة في تحديد المراحل المفصلية لأنهما المعيار في تحديد التواريخ
و سيتبين ذلك بشكل أوضح في سياق السلسلة
ما يهمنا الآن أن الملك العاض استمر لمدة طويلة جدا كما يوحي بذلك اسمه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- العهد الأموي استمر ما يقرب من 90 سنة
( من 661 م - 750 م ) و كانت عاصمته دمشق
2- العهد العباسي استمر لمدة تزيد عن 510 سنة
( من سنة 750 م حتى 1261 ميلادية وهي السنة التي شهدت اجتياح هولاكو لبغداد عاصمة الدولة العباسية )
3- العهد المملوكي - العباسي لمدة تزيد عن 255 سنة
(من 1261 ميلادية حتى 1517 ميلادية ) وكانت عاصمة الدولة المملوكية القاهرة .
4- العهد العثماني لمدة 400 سنة تقريبا
(من عام 1517 - حتى 1918 ) وكانت عاصمته القسطنطينية - استانبول
و مما سبق نجد أن حقبة الملك العاض بفتراتها الأربعة استمرت لمدة 1255 سنة تقريبا (90 + 510 + 255 + 400)
لكن بالإضافة إلى أنها مرحلة تدوم طويلاً ؛ ما هي الخصائص الأخرى لمرحلة الملك العاض ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرسول عليه الصلاة و السلام وصف شكل النظام السياسي في هذه المرحلة السياسية الثانية من عمر الأمة بالملك العاض أو العضوض
0 - إن الله عز وجل بدأ هذا الأمر بنبوة ورحمة
1 - وكائنا خلافه ورحمة
2 - وكائنا ملكاً عضوضاً
3 - وكائنا جبريةً وفساداً في الأرض يستحلون الفروج والخمور
و الحرير وينصرون على ذلك ويرزقون
4 - حتى يلقوا الله
/ أخرجه أبو داود ، و الطبرانى /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
0 - تكونُ النُّبُوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ تعالى
1- ثم تكونُ خلافةٌ على مِنهاجِ النُّبُوَّةِ فتكون ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ تعالى
2- ثم تكونُ مُلْكًا عاضًّا ، فيكونُ ما شاء اللهُ أن يكونَ ، ثم يَرْفَعُه اللهُ تعالى
3- ثم تكونُ مُلْكًا جَبْرِيَّاً فيكونُ ما شاء اللهُ أن يكونَ ، ثم يَرْفَعُه اللهُ تعالى
4- ثم تكونُ خلافةً على مِنهاجِ نُبُوَّةٍ .
- ثم سكت . . .
/ أخرجه الإمام أحمد ، وأخرجه البزار و الطيالسى ، و الطبرانى و غيرهم
و حسنه الألباني براوية عن النعمان بن البشير - رقم الحديث : 5306 في السلسلة الصحيحة /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- و لنبدأ بالاسم :
العَضُّ هو :الشدُّ بالأَسنان على الشيء بقوة ، وهو كناية عن شدّة الاستمساك بالحكم ؛ ولَزِمَه و اللَصوِقَ به
وهذه هي حالة الحكم الاسلامي منذ عهد الأمويين ثم العباسيين ثم المماليك فالعثمانيين ، كانوا ملتصقين بالحكم عاضين عليه بالنواجز وكل بيت منهم حريص على أن يبقى الحكم في آله و أسرته
و كلمة عاض أو عضوض لا تشير فقط إلى العض على الحكم و التمسك به بل هي كناية أيضا إلى عض أهل الحكم في تلك المرحلة بعضهم بعضاً من أجل الملك ، حيت شهدت هذه الحقبة الكثير من الدهاء السياسي داخل الأسر الحاكمة نفسها لكن الصراع السياسي بقي في مستوى (العض) و لم يصل إلى مرحلة ( الرفس ) أو التكادم الدموي و الرفس كالحمير كما سيحدث في المرحلة الجبرية التالية التي سيصير طابعها هو التصفيات الدموية و الإنقلابات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- بالإضافة إلى العض على الملك فرسول الله صلى الله عليه وسلم وصف هذه المرحلة أيضاً بصفة أخرى فقال هي مرحلة ملك و رحمة
0 - أول هذا الأمر نبوة و رحمة
1- ثم يكون خلافة ورحمة
2- ثم يكون ملكًا و رحمة
3- ثم ( جبرية ) يتكادمون عليها تكادم الحمير
4- فعليكم بالجهاد، و إن أفضل جهادكم الرباط ، وإن أفضل رباطكم عسقلان.
/رواه الطبراني ، و أخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة
و جاء أيضا في المستدرك /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم العض على الملك لكن لم تغب الرحمة على الرعية عن قلوب معظم ( الملوك ) في هذه المرحلة
فلم يحدث فيها مجازر إبادة جماعية ، ولا قصف بالكيماوي أو البراميل المتفجرة ، ولم يكن هناك تعذيب في السجون و لم يكن هناك رجال شرطة قساة بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس
و رغم حدوث تجاوزات قاسية في بعض الفترات لكنها كانت مجرد شوائب عابرة ، و لم تطبع المرحلة كلها بالقسوة أو انعدام الرحمة ، بل على العكس لقد شهد الملك العاض في بعض الفترات ملوكاً عظاماً تم تشبيه بعضهم مجازياً بالخلفاء الراشدين كعمر بن عبد العزيز في العهد الأموي ، و عبد الرحمن الداخل في الأندلس ، وهارون الرشيد في أوج العصر العباسي ، و نور الدين زنكي والي حلب في أواخر العهد العباسي ، و صلاح الدين الأيوبي ، و غيرهم كثير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- توريث الملك ، و فصل الإمامة الدينية عن السلطة السياسية :
في الخلافة الراشدة كان الخليفة هو الإمام الديني و الإمام الدنيوي للرعية ، لأن الخلفاء االأربعة كانوا مهديين راشدين ، ومن كبار الصحابة و من المبشرين بالجنة ، بل إن سلوكهم و سنتهم هي مصدر من مصادر التشريع في الأمة
عن العرباضِ بنِ ساريةَ رضيَ اللهُ عنه قال: "وعَظَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم موعظةً وجِلَتْ منها القلوبُ وذرَفتْ منها العيونُ، فقلنا يا رسولَ اللهِ كأنها موعظةُ مُودِّع فأوصِنا. قال:
"أُوصيكُم بتقوى اللهِ عز وجلَّ والسمعِ والطاعةِ - وإن تأمر عليكم عبد حبشي - فإنه من يعِش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكُم بسُنَّتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدين المهديِّينَ من بعدِي ، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ."
الحديث 28 من الأربعين النووية / أخرجه أبو داود والترمذي ، حديث حسن صحيح /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مرحلة الملك العاض الطويلة بدأ الناس يرون اختلافاً ، وبدأ هذا الإختلاف عن السُنّة الأولى يزداد شيئاً فشيئاً مع تقدم العصور ، أول اختلاف كان هو طريقة انتقال الحكم و اختيار المرشحين للخلافة فلم يعد يتم ذلك عن طريق الشورى بين نخبة الأمة من القرشيين الأكثر ديناً و علماً ، و إنما عن طريق التوريث أو التنازل للمنافس المنتصر و الأقوى عسكرياً ،و لم يعد رأس الدولة هو أكثرها ديناً وعلماً
لكن ماعدى ذلك كانت الشريعة لا تزال تحظى باحترام نظام الحكم ، ومعظم الملوك (رغم أنه كان يطلق عليهم لقب الخلفاء مجازياً ) كانوا لا يجرؤون على تجاوز الحدود
و شهدت هذه المرحلة ازدهار العلم الشرعي ومصنفات الفقه و الحديث و السيرة و ظهر فيها كبار علماء الأمة و أعلامها ، و كبار المحدثين كالبخاري و مسلم ، و كتاب السيرة ، و الأئمة الأربعة ابو حنيفة و الشافعي و احمد بن حنبل و مالك ، و غيرهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4- طوال هذه المرحلة كان هناك شيء اسمه دار الإسلام .
أي انه لم يكن هناك طوال هذه الحقبة المديدة شيء اسمه حدود ، أو حواجز بين الولايات أو جوازات سفر ، أو تأشيرات دخول .
و كان الأفغاني يستطيع لو شاء أن ينتقل إلى الأندلس و يعيش فيها بكل حرية دون أن يقف في طريقه احد
وكان العامل المصري يستطيع أن يعمل في الحجاز بحرية دون الحاجة إلى كفيل
وكان الصناع و الحرفيون الدمشقيون يسوقون إنتاجهم الصناعي في الرباط و طشقند دون أن تفرض عليهم تعرفة جمركية
وكان هناك أمن غذائي عام ، فالإنتاج الزراعي يتدفق بسيولة إلى الأقاليم التي تعاني من قحط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باختصار ، رغم السلبيات في طريقة انتقال الحكم المخالفة لمنهج النبوة ، و إلغاء الشورى و اعتماد التوريث ، لكن كان هناك وحدة اقتصادية حقيقية ، و سوق مشتركة ، و عملة واحدة
و الأمويون هم أول من صك العملة الإسلامية (الدينار الذهبي و الدرهم الفضي )
و كان هناك أيضاً وحدة ثقافية فجميع المدارس و الجامعات الإسلامية في المشرق و المغرب و المؤلفات العلمية و الأدبية كلها تدرس و تكتب باللغة العربية
و كان هناك في معظم الأوقات خليفة شرعي واحد رغم مراحل الضعف و القوة التي كانت تتناوب على الحكم
لكن لم تخلو أيضاً من الانقسامات و الصراعات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نـور ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و في هذه السلسلة سيكون تركيزنا على الفتن أكثر من الصفحات الناصعة و سنبدأ بالحقبة الأولى من الملك العاض : الدولة الأموية
للحديث بقية
تعليقات
إرسال تعليق