التخطي إلى المحتوى الرئيسي

12 - المادة الخامسة :سلسلة الجهاد6/3 (سلسلة ومن الاخر قانون الطوارى الرباني)

لتحميل سلسلة الجهاد ادخل على الرابط التالي 

https://www.mediafire.com/download/plwymxhb8bqmnqc




المادة الخامسة  سلسلة الجهاد #
الجهاد جزء 1 
الجهاد جزء 2
الجهاد جزء 3
الجهاد جزء 4
الجهاد جزء 5
الجهاد جزء 6
---------------------

القسم: ومن الآخر
أحاديث آخر الزمان .. ومن الآخر
الجزء الثاني : قانون الطوارئ الرباني

12 - المادة الخامسة : الجهاد (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأمة خلال عمرها تمر بأربع مراحل بعد النبوة و بأربع فتن عامة كبرى
الفتن تأتي على هيئة تمرد عام أو ثورات ضخمة أو سلسلة حروب كبرى ، و تحدث كل فتنة من الفتن الأربعة الكبرى بالتسلسل وخلال الفترات الانتقالية ما بين المراحل و تكون سبباً في نقل الأمة من مرحلة إلى مرحلة

المراحل هي:
0- مرحلة النبوة و هي مرحلة خاصة و لن تتكرر ، و النبي اسمى من ان يطلق عليه لقب حاكم ، وقد اصطلحت على ترقيمها بالرقم الصفر لهذا السبب ولأسباب أخرى شرحتها في سلسلة عمر الأمة
http://ahadeeth.tk/article.php?article_id=7

1- المرحلة السياسية الأولى بعد النبوة هي الخلافة الأولى التي على منهاج النبوة ، ويمثلها الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم أجمعين ، و نظام الحكم في هذه المرحلة كان على منهاج النبوة ، حكم قائم على الشورى و غير وراثي ، و الحاكم زاهد بالحكم وكان في هذه المرحلة زعيم القوم أفضلهم ، و المسمى الشرعي الذي أطلقه النبي على حكام هذه المرحلة هو الخلفاء ، وفي هذه المرحلة لم يكن هناك أمور شرعية ننكرها على الحكام لأنه حكم على منهج النبوة ، فكل ما فيها هو معروف ، وليس فيها منكر ..لذلك في هذه المرحلة >>> ((( نعرف ، ولا ننكر )))
لكن في نهايتها حدثت الفتنة الأولى (الأحلاس) و نقلت الأمة إلى المرحلة التي تليها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- المرحلة السياسية الثانية بعد النبوة هي الملك العاض الطويل ( ممثلاً بالدولة الأموية ، العباسية ، العثمانية )
وفي هذه المرحلة انتقضت أول عروة من عرى الاسلام ، انها عروة الحكم ، وهذا يعني أنه ظهر في هذه المرحلة من الحكام اول الأمور التي ننكرها ، لقد صار الحكم وراثياً ، و لم يعد أمر المسلمين شورى فيما بينهم ، فصارت الأسر الحاكمة تستأثر بالحكم و تعض عليه عضاً ، لكن بقي أمور أخرى كثيرة من المعروف سارية في هذه المرحلة و استمرت معظم عرى الإسلام غير منقوضة ، فاستمر الجهاد و الفتوحات ، و بقيت معظم أراضي دار الاسلام موحدة تحت حكم ملك شرعي واحد في معظم الفترات ، و لم يكن هناك حدود ، و الأهم من كل هذا هو العروة الأخيرة من عرى الدين و هي عروة الصلاة

لقد كان ملوك مرحلة الملك العاض بمجملهم يحافظون على الصلاة ، ونادرا ما سجل التاريخ حادثة حارب فيها حاكم من مرحلة الملك العاض الصلاة علناً ، أو حاول التضييق على المصلين ، أو لم يكن هو نفسه من المصلين
بل كان الملك العاض يؤم بنفسه المصلين في صلاة الجمعة أو يكون في الصفوف الأولى، وظل هذا التقليد سارياً حتى نهاية العهد العثماني
فالسلطان عبد الحميد الثاني - وهو آخر ملك عاض - لم يكن يتخلف عن صلاة الجمعة أو الأعياد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بشكل عام في هذه المرحلة >>> ((( نعرف ، وننكر )))
أي أنها ليست مرحلة على منهاج النبوة بشكل كامل ، لكن لا يزال فيها الكثير من الرحمة و المعروف

لكن في نهاية هذه المرحلة حدثت الفتنة الثانية الكبرى(السراء) و نقلت الأمة إلى المرحلة التي تليها ، و فتنة السراء التي دخنها من تحت قدمي الشريف حسين و الذي تبرأ منه النبي رغم رابطة النسب قضت على مصطلح سياسي أسمه (دار الاسلام) وعلى (الخلافة الرمزية ) الجامعة لكل أبناء الأمة و حصل التقسيم ، و لبست هذه الفتنة المخادعة الأمة طيلة المرحلة التالية (الحكم الجبري) فهرم فيها الكبير و تربى فيها الصغير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

3- مرحلة الحكم الجبري وهي المرحلة الحالية التي نحن فيها الآن و قد بدأت رسمياً منذ الغاء أتاتورك الخلافة عام 1924
وهي مرحلة يقودها الجبابرة و الطواغيت و الائمة المضلون ، وفي هذه المرحلة يكون زعيم القوم أرذلهم و يسود القبيلة فاسقها
وحكام هذه المرحلة ليسوا منا ، ولا من الاسلام في شيء ، حتى لو كانوا من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا ، لأنهم دعاة على ابواب جهنم ، أو أوراك جاثمة بثقلها على أضلاع الشعوب تكتم انفاسها ، و يميز هذه المرحلة كثرة الأمراء ، لانها مرحلة التقسيم و التفتيت
وما يميز هذه المرحلة أنه لا يوجد فيها معروف و انما هي بمعظمها منكر(من وجهة النظر الشرعية طبعاً ) ، رغم أن الناس تحسبها عكس ذلك و يظنون أنهم يعيشون اليوم في مرحلة التقدم و النهضة ، وهذا العمى في البصيرة سببه أن فتنة السراء أسكرتهم و لبستهم لبساً و غسلت أدمغتهم فهرم فيها الكبير و تربى فيها الضغير  و حسبها الناس سنة و هي بدعة فإن ترك منها شيء قالوا تركت السنة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في هذه المرحلة نحن مع الحكام الذي يقولون المعروف و يفعلون المنكر ، حكام يسمعوننا على المنابر أحلى الخطب ، " و انتو مش عارفين انكم نور عيننا ولا إيه" ، لكنهم يفعلون فينا كل منكر
ألسنتهم أحلى من العسل و قلوبهم قلوب الذئاب
لذلك في هذه المرحلة>>> ((( ننكر ولا نعرف )))
لكن في نهايتها تحدث الفتنة الثالثة العامة الكبرى او فتنة الدهيماء ، وهي فتنة تنقية الذهب من الشوائب و خشارة المعادن و سيتمايز في آخرها الناس الى فسطاطين كي تنتقل الأمة إلى المرحلة الرابعة و الأخيرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

4- الخلافة الأخيرة على منهاج النبوة ( المهدي و القحطاني ومن قد يأتي بعدهما ) و في هذه المرحلة يعود الحكام منا
كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم ، و إمامكم ((( منكم )))
/صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، مسند الامام أحمد ، وغيره /
وسيحدث في هذه المرحلة الفتنة الرابعة و الأخيرة و هي فتنة المسيح الدجال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه هي المراحل الأربعة بعد النبوة باختصار
و عندما تتغير خصائص المرحلة السياسية وشكل نظام الحكم ، فإن الحكم الشرعي يتغير تبعاً لذلك
أي يتغير الموقف الشرعي المطلوب من المسلم إزاء النظام الحاكم في كل مرحلة من المراحل ، و يتغير شكل العلاقة ما بين الحاكم و المحكوم.
لذلك لا يجوز أن يفتي أحدهم بأنه لا يجوز الخروج على الحاكم بشكل مطلق دون أن يحدد المرحلة السياسية التي يحكم بها هذا الحاكم ، ودون أن يحدد أيضاً أي صنف من الحكام هو هذا الحاكم (هل هو من الخلفاء ، أم الملوك ، أم الجبابرة )

فلا يجوز أبداَ – في شريعة الله - أن يوضع أبو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم في سلة واحدة مع السيسي و بشار و الحبيب بورقيبة مثلاً ، أو أن تكون بنود العقد الشرعي بين الحاكم و المحكوم هي واحدة في الصنفين
و لا يجوز أيضاً أن يوضع الخلفاء في سلة واحدة مع الملوك و الامراء و السلاطين من مرحلة الملك العاض ، و لا يمكن كذلك وضع ملوك و سلاطين الملك العاض بنفس السلة مع الحكام الجبريين الجبابرة و الطواغيت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النبي عليه الصلاة و السلام ميز بشكل واضح بين هذه الأصناف الثلاثة من الحكام
فلا يهم الاسماء و لا الألقاب التي يطلقها الناس على الحاكم في كل مرحلة
فأي حاكم مرّ في عمر الأمة هو من وجهة نظر النبي يجب أن ينتمي الى صنف من الأصناف الثلاثة ، إما خليفة ، و إما ملك و سلطان من مرحلة الملك و الرحمة ، و إما حاكم جبري من الجبابرة و الطغاة .

عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يطلق عليه لقب أمير المؤمنين لكنه ليس ملكاً و لا أميراً إنه " خليفة " ، و حكمه كان خلافة على منهج النبوة
و المأمون كان يسمى بأمير المؤمنين لكنه ملك من ملوك الملك العاض
و العاهل المغربي محمد السادس يسمي نفسه أيضاً أمير المؤمنين لكنه من وجهة نظر النبي هو حاكم جبري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في مرحلة الحكم الجبري يخبرنا النبي عليه الصلاة و السلام أنه يحكمها جبابرة طواغيت و ليس خلفاء و لا ملوك ( طبعاً رغم التفاوت النسبي في الجبروت و الطغيان بين نظام حاكم و نظام آخر من المرحلة الجبرية )
لذلك مهما تغيرت المسميات سواء رئيس الجمهورية ، أو سمو الأمير أو آية الله العظمى أو ملك ملوك افريقيا ، و مهما تغير القناع الذي يلبسه الحاكم الجبري ، سواء كان منتخباً من البرلمان الجبري أو جاء بانقلاب عسكري أو استفتاء صوري سخيف
سواء وضع الحاكم الجبري على رأسه تاج أو طربوش أو عمامة أو شماغ و عقال أو برنيطة
فإن تصنيفه هو واحد عند النبي عليه الصلاة و السلام ...
إنه حاكم جبري من الجبابرة طالما هو يحكم وفق المبادئ العامة للحكم في المرحلة الجبرية
وهذا التصنيف ليس فقط بسبب المرحلة الزمنية التي تولى الحاكم الجبري فيها الحكم ، وإنما أيضاً بسبب سلوك النظام الحاكم و تركيبته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العلامات الشرعية التي قدمها لنا النبي للتمييز ما بين سلوك الخلفاء و سلوك الملوك و سلوك الجبابرة هي في النسبة ما بين المعروف و المنكر في سلوكهم
و بالتالي سنعرف الموقف الشرعي الصحيح تجاه كل صنف منهم ، و شكل العلاقة بين الحاكم و المحكوم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في حالة الخلفاء العلاقة ما بين الحاكم و المحكوم هي السمع و الطاعة و تحريم الخروج
عليهم اطلاقاً لأن بيعتهم شرعية
فالخليفة الذي يحكم بمنهج النبوة لا يتفرد برأيه و انما يطبق شرع الله في أمور الدين ، أما في أمور الدينا فأمرهم شورى فيما بينهم
طلحة بن عبيد الله – مثلا - كان معارضاً أو متحفظاً في البداية لبيعة عمر لكنه لم يخرج عن الشورى و الجماعة و التزم السمع و الطاعة
وحتى إن ظهر من الخليفة أو أمير المؤمنين ما يكرهه بعض الناس فعليه بالصبر و الطاعة ، كما حدث عندما عزل عمر خالد بن الوليد من قيادة الجيش لحكمة رآها الفاروق ببعد نظره
والحكم الشرعي في هذا الحديث الذي يرويه ابن عباس ينطبق على العلاقة ما بين الحاكم و المحكوم في مرحلة الخلافة حصراً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن ابن عباس قال :
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
" من كره من أميره شيئا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية
/ متفق عليه /

وقال -صلى الله عليه وسلم-:
الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً بعدي، فمن أحبهم فبحُبي أَحَبَّهم، ومن أبغضهم فببغضي أَبَغضَهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن أذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك الله أن يأخذه .

/ حديث حسن أخرجه الترمذي ، و ابن حبان في صحيحه ، ورواه الامام أحمد في مسنده بلفظ: اتقوا الله في أصحابي ، وأورده السيوطي في الجامع الصغير/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما في مرحلة الملك العاض فيجوز الإنكار القلبي و اللساني فقط
ولا يجوز الجهاد ضدهم باليد الا في حالات خاصة حددها النبي عليه الصلاة و السلام
وهذا الحديث الذي يرويه عبد الله بن مسعود ينطبق فقط على حكام مرحلة الملك العاض ، وليس مرحلة الخلافة التي على منهاج النبوة ، ولا مرحلة الحكم الجبري ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن عبد الله بن مسعود قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها
قالوا: يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟
قال: تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم
/ متفق عليه /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الايثار هو أن تفضل غيرك على نفسك ، و أن ترى نفسك أقل من الآخرين رغم فضلك وصلاحك ، و الإيثار هو من المعروف
" وليت عليكم ولست بخيركم "
هذه هي الجملة الأولى من خطاب البيعة لأبو بكر الصديق رضي الله عنه ، والذي هو بشهادة النبي خير من طلعت عليه الشمس بعد الأنبياء ، لكنه لا يرى لنفسه هذا الفضل
وهذا كان دأب العظيم عمر بن الخطاب الذي قال:
" أصابت امرأة وأخطأ عمر " ، و " كل الناس أفقه منك يا عمر"
وكان هذا دأب عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ودأب علي رضي الله عنه الذي نزلت فيه و في زوجه فاطمة الزهراء رضي الله عنها آية " ويطعمون الطعام ((( على حبه ))) مسكيناً ويتيماً وأسيراً.
بل كان هذا هو دأب ساداتنا العظماء من الصحابة - رضوان الله عليهم - الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا ((( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ )))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما الأثرة فهي عكس الإيثار و تعني أن ترى لنفسك الفضل على الآخرين ، و الأثرة تعني حب التملك و العض على الممتلكات عضاً ، وهي من الأمور المنكرة
في الملك العاض ظهرت الأثرة فقد آثر معاوية ابنه يزيد على من هم خير منه ومن هم أصلح للحكم و قيادة الأمة منه
آثره على الحسين بن علي ، وعبد الله بن الزبير و عبد الله بن عمر بن الخطاب ، و غيرهم من كبار الصحابة وهذا من الأمور التي ننكرها على أول الملوك معاوية – رحمه الله - و على كل من اتبع سنته في العض على الملك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولاحظوا أنّ النبي صلى الله عليه و سلم ذكر كلمة أمور تنكرونها بصيغة النكرة و ليس بصيغة المعرفة لأن في هذه المرحلة إلى جانب الأمور التي تنكرونها هناك أمور تعرفونها ..
هناك منكر وهناك معروف في هذه المرحلة فهي ملك و رحمة
لذلك في هذه المرحلة : تعرفون و تنكرون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن أم سلمة هند بنت أبي أمية - رضي الله عنها قالت :
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إنه يستعمل عليكم أمراء ((( فتعرفون وتنكرون))) ، فمن كره فقد برئ ، ومن أنكر فقد سلم ، إلا من رضي وتابع "
قالوا :يا رسول الله ألا نقاتلهم ؟
قال : لا ، ما صلوا
/ أخرجه مسلم في صحيحه ، وفي طريق أخرى للحديث قال : لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ، أو ما أقاموا فيكم الدين /
و في حديث آخر النبي عليه الصلاة و السلام وضع شرطاً "إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان" /
فعدم اقامة الحاكم للصلاة أو اتيانه بكفر واضح هو شرط الخروج عليه في مرحلة الملك العاض
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعن أبي هنيدة وائل بن حجر قال:
سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله فقال:
يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا ؟
فأعرض عنه ثم سأله فقال رسول الله :
" اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم
/ رواه مسلم /
لماذا أعرض عنه ولم يجبه النبي مباشرة ؟
كأني به- صلى الله عليه و سلم - خشي أن يقوم مفتي السلطان باسقاط هذا الحكم الخاص بالملك العاض على المرحلة الجبرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما في المرحلة الجبرية فالتوجيهات النبوية بما يخص العلاقة ما بين الحاكم و المحكوم هي في أربع نقاط :
1- لا توالي النظام و لا تخدمه ، ولا تعينه على ظلمه و لا تعمل عنده شرطيا أو خازنا أو جابياَ أو عريفاً

يقول الرسول صلى الله عليه و سلم :
يكون في آخر الزمان
أمراء ظلمة
و وزراء فسقة
و قضاة خونة
وفقهاء كذبة
فمن أدرك ذلك الزمان منكم فلا يكوننّ لهم جابياً ولا عريفاً ولا خازناً ولا شرطياً.
/ الطبراني في الأوسط و الصغير /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- لا تصدقه بأي شيء ..فهو نظام كاذب ودجال ومخادع

عن كعب بن عجرة أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال:
" أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد عليّ الحوض"
.
وقال صلى الله عليه وسلم :
* إنه سيكون بعدي أمراء من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه و ليس بوارد عليّ الحوض ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو وارد عليّ الحوض "
/صحيح الترمذي - سنن النسائي /
و قال في حديث آخر :
* سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد على الحوض.
/ حديث مرفوع ، مسند الإمام أحمد/

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3- لا تطيعه في شيء فيه معصية الله

عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
سيلي أموركم بعدي رجال يطفئون السنة ويعملون بالبدعة ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فقلت :يا رسول الله إن أدركتهم كيف أفعل؟
قال تسألني يا ابن أم عبد كيف تفعل ، لا طاعة لمن عصى الله
/سنن ابن ماجة/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4- جاهد ضده – وبحكمة ووعي - بقلبك و بلسانك و بيدك إن استطعت ، فإن لم تستطع جاهد بقلبك ولسانك ، فإن لم تستطع جاهد بقلبك فقط ، وليس وراء ذلك اسلام

أخرج الامام مسلم في صحيحه ، عن عبد الله بن مسعود قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ
/ صحيح مسلم / .
و عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلا وَلَهُ حَوَارِيُّونَ ، فَيَمْكُثُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ ، يَعْمَلُ فِيهِمْ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ ، فَإِذَا انْقَرَضُوا كَانَ مِنْ بَعْدِهِمْ أُمَرَاءٌ يَرْكَبُونَ رُءُوسَ الْمَنَابِرِ ، يَقُولُونَ مَا تَعْرِفُونَ ، ((( وَيَعْمَلُونَ مَا تُنْكِرُونَ ))) ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ أُولَئِكَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ ((( يُجَاهِدُهُمْ ))) بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ فَبِقَلْبِهِ ، ((( وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ إِسْلامٌ )))
/كنز العمال/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فإن كنتم لا تزالون غير قادرين على الربط بين المراحل و حكم كل مرحلة منها فإن حديث حذيفة الجامع سيوضح الأمر و يسد كل ثغرة

يقول حذيفة :
كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟
قَالَ: نَعَمْ
فَقُلْتُ: : فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟
قَالَ: نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ
** الدخن هو الشوائب التي تعكر صفوه ، أي أنها ليست مرحلة على منهاج النبوة بشكل كامل ، لكن لا يزال فيها الكثير من رحمة النبوة
فَقُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ ؟
قَالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ
قُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟
قَالَ: نَعَمْ ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا !!
قَالَ: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا
قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟
قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ
قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لهم جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟
قال: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ

/ صحيح البخاري /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نـور ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و سأشرحه بالتفصيل في المنشور القادم مع الخطوات الجهادية العشر بإذن الله
للحديث بقية 

تعليقات

قد يغير فيك

تحميل كتاب عمر الامة بعد النبوة في اربع مراحل واربع فتن د.نور احاديث اخر الزمان

29سلسلة فتنة الدهيماْء (خصائص الفتنة)

بينما الناس محبوسة في اقفاصها أو تتابع مسلسلات رمضان

هام!! مدير الموقع

(3) اليوم الماحق (المادة السادسة المال) (سلسلة ومن الاخر قانون الطوارى الرباني)