لتحميل سلسلة الجهاد ادخل على الرابط التالي
https://www.mediafire.com/download/plwymxhb8bqmnqc
رابط خاص بسلسلة الجهادhttps://noorhak.blogspot.com/search/label/%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF
المادة الخامسة سلسلة الجهاد #
الجهاد جزء 1
الجهاد جزء 2
الجهاد جزء 3
الجهاد جزء 4
الجهاد جزء 5
الجهاد جزء 6
---------------------
القسم: ومن الآخر
أحاديث آخر الزمان .. ومن الآخر
الجزء الثاني : قانون الطوارئ الرباني
13 - المادة الخامسة : الجهاد (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حديث حذيفة الشهير الذي قدمته في نهاية المنشور السابق كما ورد في صحيح البخاري هو من الأحاديث الهامة جداً وله المئات من الشروحات
الحديث متواتر ، وله طرق متعددة ، وهو صحيح من حيث السند ، صحيح بمعظم طرقه ، وتختلف روايات الحديث عن بعضها ببعض الألفاظ ، وفي الطول فهناك روايات موسعة و روايات موجزة و مكثفة لهذا الحديث
البخاري أخرج الحديث في صحيحه بسند صحيح ، وبمتن مختصر نوعاً ما ( 3606) ، و أخرجه كذلك مسلم في صحيحه بسند صحيح و بمتن موسع فيه بعض الزيادات (1847) ، و أخرجه أيضاً الإمام ابن ماجه في سننه (3981) ، و أبو داود في سننه (4243) ، والإمام أحمد في المُسند ، وصححه ابن حِبّان ، و الحاكم في المستدرك ، و ابن عساكر ومعظم رواة الأحاديث الكبار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و قد قام الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة بجمع الحديث من طرقه المختلفة ، وقدمها بمتن واحد
وفي هذا الرابط تجدون شرح الألباني للحديث من وجهة نظره كما جاء في صحيح البخاري ، و بصوته
https://www.youtube.com/watch?v=zHVX0xu9YF0
أما أنا فسأقدم هنا {{ الرواية الثابتة الكاملة الصحيحة }} التي جمعها الألباني لهذا الحديث الهام في السلسلة الصحيحة ، و سأضيف إليها الشرح من وجهة نظري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن حذيفة بن اليمان قال :
{{ كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي }}
** هذه مقدمة تبين لنا الشخصية الفريدة للبروفسور والعالم بالفتن ، و حافظ سر رسول الله سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه ، جزاه الله عن المسلمين وعن جيلنا المتأخر خصوصاً كل خير
يقول حذيفة : " والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة "
و الحوار العميق الذي دار بينه وبين النبي صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث ، كان هو الحوار الأول من نوعه تاريخياً في حياة هذا المتعلم النجيب خلال علاقته مع المعلم و الذي هو النبي عليه الصلاة و السلام .
الحوار العميق في هذا الحديث كان هو الدرس الأول الموجز و الشامل و الكامل الذي أعطاه النبي لهذا التلميذ المجتهد ، و بعده تتالت الدروس ، في لقاءات و أحاديث أخرى تحفل بها كتب السنة ، والتي كان معظمها تفصيل وشرح ما جاء في هذا الدرس الجامع المانع
فماذا كان السؤال الأول من الدرس الأول الذي سأله هذا الرجل العبقري الذي أحب ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ،إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَـنَحنُ فِيه، وَجَاءَ بِك، فَهَل بَعَدَ هَذَا الخَيرِ مِن شَرٍ كَمَا كَانَ قَبلَهُ؟ }}
** الشر الأول هو مرحلة الجاهلية ..
و في الجاهلية الأولى كان هناك فرقة و تمزق وعصبيات قومية وعشائرية و القبائل تقاتل بعضها بعضاً و تسبي بعضها بعضاً – أي كما نحن عليه الآن في جاهليتنا الثانية المتأخرة - وكان القوي يأكل الضعيف ؛ وهذا كله شر
وعندما جاء الله بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم عمَّ الخير ، وأراد حذيفة أن يسأل بطريقة مؤدبة هل سيكون هناك عودة للشر بعد خير النبوة ، أم سيستمر الخير بعده على منهج النبوة ؟
هذا كان سؤال حذيفة الأول ، فماذا أجابه النبي صلى الله عليه و سلم ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ قَالَ النَبيُّ صلى الله عليه وسلم : يَا حُذيّفَة ؛ تَعلّم كِتَابَ اللهِ وَاتَّبع مَا فِيه ،
تَعلّم كِتَابَ اللهِ وَاتَّبع مَا فِيه ، تَعلّم كِتَابَ اللهِ وَاتَّبع مَا فِيه }}
** هنا إشارة إلى استمرار الخير في مرحلة الخلافة التي تلي النبوة مباشرة و التي سيتعاقب فيها أربعة من كبار الصحابة – و من العشرة المبشرين بالجنة - على إمامة الأمة و يتبعون في منهجهم كتاب الله.
" لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ "
و قد كرر النبي – صلى الله عليه و سلم - الأمر الخاص بحذيفة ثلاث مرات ، وكأن في ذلك إشارة – والله أعلم – إلى أن حذيفة سيتعلم كتاب الله ويتبع ما فيه في عهد أبي بكر ، وفي عهد عمر ، وفي عهد عثمان ، و بعدها سيأتي أجل أعلم الصحابة بالفتن ، فقد توفي حذيفة في مطلع سنة 36 هجرية بعد فترة قصيرة من مقتل عثمان بن عفان ، وفي بداية فتنة الأحلاس ، وهذا أمر الله و حكمته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ قلت : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ }}
** إذن ، الخير الأول هو خير النبوة ، والخير الذي بعده هو خير مرحلة الخلافة الراشدة
و السؤال الثاني لحذيفة هو ماذا سيحدث بعد الخير الثاني؟
ماذا سيحدث بعد مرحلة الخلافة و الرحمة التي يتبع فيها الخلفاء كتاب الله ؟
هل هناك شرٌ بعدها ؟
سأل حذيفة : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟
فأجابه النبي صلى الله عليه و سلم ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ قَالَ: نَعَمْ }}
** النبي صلى الله عليه و سلم يقول : نعم ، هناك شر في أواخر مرحلة الخلافة ، و هذا الشر الأول في عمر الأمة ، ما هو إلا الفتنة الأولى في عمر الأمة .
الفتنة التي استحلت بها الدماء وهي ما سماها النبي صلى الله عليه و سلم بفتنة الأحلاس ، الفتنة التي تبقى آثارها ملازمة للأمة كما يلازم الحلس ظهر البعير ، الفتنة التي تموج كموج البحر وكلما وصلت موجة الى الشاطئ تبعتها أخرى
فتنة الحرب و الهرب التي كان من أهم نتائجها أن قضت على مرحلة الخلافة الراشدة و نقلت الأمة إلى الملك العاض
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : تَكُونُ أَرْبَعُ فِتَنٍ :
1. الأُولَى يُسْتَحَلُّ فِيهَا الدَّمُ
2. وَالثَّانِيَةُ يُسْتَحَلُّ فِيهَا الدَّمُ وَالْمَالُ
3. وَالثَّالِثَةُ يُسْتَحَلَّ فِيهَا الدَّمُ وَالْمَالُ وَالْفَرْجُ
4. وَالرَّابِعَةُ الدَّجَّالُ "
/نعيم بن حماد في الفتن ، و الطبراني/
و عن عبد الله بن عمر قال:
كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ :
1- فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ ، فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ ؟ قَالَ :هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ
2- ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ : دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ
3- ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ
4- فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ.
/أبو داود في السنن ، وأحمد في المسند ،وصححه الحاكم في المستدرك /
http://ahadeeth.tk/article.php?article_id=15
وهنا سيسأل حذيفة السؤال الثالث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ قلت: فَمَا العِصمَةُ مِنهُ ؟ }}
يسأل حذيفة عن العصمة من هذا الشر الأول في عمر الأمة ؟
رغم أن حذيفة سيموت قبل أن يحضر أحداث الاقتتال الاسلامي الأول الذي صار في عهد علي (الجمل ، صفين ، والنهروان)
لكنه يسأل :
ما الذي يعصم المؤمن من الفتنة الأولى التي يحدث فيها أول اقتتال داخلي بين المسلمين ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ قَالَ: السَيّفُ }}
** هذا الجواب عجيب ، فكيف يكون السيف هو العصمة في فتنة تستحل فيها الدماء ؟
أليس بالسيف سفكت الدماء التي أشعلت الفتنة أصلاً ، و به حدث الاقتتال الداخلي؟
أليس الاقتتال الداخلي هو ((( السبب الوحيد ))) لهلاك الأمة التي سيسبي بعضهاً بعضاً و يهلك بعضها بعضاً ، و إذا وضع السيف في الأمة لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ؟
" وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً ، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، ((( وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة))) ، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبيٌّ، وأنا خاتم النَّبيِّين لا نبيَّ بعدي، ولا تزال طائفةٌ من أمتي على الحقِّ ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ، حتى يأتي أمر اللّه "
/ رواه الترمذي ، و أبو داود ، و ابن ماجه ، و أحمد ، و مسلم ، وصححه الألباني /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة السيف هنا تعني الجهاد ، تعني قتال العدو الظاهر
فالسيف إذا وقع في الأمة ، أي إذا انقسمت الأمة إلى شيع وطوائف وفرق ، و بدأ بعضها يقتل بعضاً ، لم يرفع السيف عنها إلى يوم القيامة و العصمة الوحيدة هي جهاد العدو الظاهر
قال النبي صلي الله عليه وسلم :
" ما ترك قوم الجهاد ؛ إلا عمهم الله بالعذاب "
فعليكم بجهاد العدو الظاهر ، العدو المشترك للأمة ، وليس قتال بعضكم بعضاً وهذا الجهاد هو الجهاد الحق وهذه الطائفة هي الطائفة المنصورة
((( ولا تزال طائفةٌ من أمتي على الحقِّ ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ، حتى يأتي أمر اللّه )))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوجيه النبوي في فتنة الأحلاس هو اعتزالها فإما أن تهرب منها فتكون حلساً من أحلاس بيتك أو ترعى الغنم في شعب الجبال ، وفي هذا نجاتك كفرد
أو أن تحارب العدو الخارجي الظاهر مستلاً سيفك ومجاهداً في سبيل الله ، و هذا ما فعلته الأغلبية العظمى من الصحابة الذين توجهوا الى الأمصار إما فاتحين أو مرابطين على الثغور
يقول ابن سيرين : هاجت الفتنة و أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- عشرة آلاف ، فما حضر فيها مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ قَالَتْ:
ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فِتْنَةً ((( فَقَرَّبَهَا ))) ، فقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا ؟
قَالَ: " رَجُلٌ فِى مَاشِيَتِهِ يُؤَدِّى حَقَّهَا وَيَعْبُدُ رَبَّهُ ، وَرَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ ".
/ رواه الترمذي ، وصححه الألباني/
الفتنة التي ذكرها النبي صلى الله عليه و سلم هي فتنة ((( قريبة ))) من عصر النبوة ، إنها الشر الأول بعد خير النبوة وخير الخلافة الراشدة ، إنها فتنة الأحلاس
وخير الناس في هذه الفتنة من اعتزلها و عبد ربه ، أو من جاهد في سبيل الله و استل السيف يخيف العدو و يخيفونه.
.
وهنا سيسأل حذيفة سؤاله الرابع ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ فَقُلْتُ : فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ }}
وفي طريق ثان .. قلت: وَهَل بَعدَ السَيّفِ بَقيّةُ ؟
{{ قَالَ: نَعَمْ ، وَفِيهِ دَخَنٌ }}
وفي طريق آخر للحديث :
{{ تَـكونُ إمارةٌ ، أو ( جَمَاعَةٌ ) عَلى أقذَاءٍ وهدنةٌ على دَخَن.}}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** الفتنة الأولى قسمت الأمة في النهاية – نفسياً و عسكرياً - إلى عدة فرق :
فرقة تشيعت لعلي ، و فرقة خرجت على علي ، وفرقة تشيعت لبني أمية
" تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهما مارقة فيقتلها أولى الطائفتين بالحق"
فهل بعد هذا التفرق يمكن أن تعود الجماعة ؟
وَهَل بَعدَ السَيّفِ بَقيّةُ ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أن قُـتل سيدنا علي بيد أحد فلول الخوارج ، هيئ الله لهذه الأمة سيد عظيم من ساداتها ، أصلح به الله بين فئتين عظيمتين من المسلمين وأعاد لها الجماعة
لكنها ((( جَمَاعَةٌ عَلى أقذَاءٍ وهدنةٌ على دَخَن )))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** الجماعة : هي إشارة إلى عام الجماعة و تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية حقناً للدماء ، وبذلك انتهت مرحلة الخلافة الراشدة و بدأت مرحلة الملك العاض الطويل الذي هو ملك و رحمة.
.
** الهدنة : هي حرب باردة مؤجلة .
.
** الدخن : هو الشوائب التي تعكر صفو الهدنة أو الجماعة
فالمرحلة الجديدة ليست على نفس نقاء الخلافة الراشدة ، و انتقضت فيها أول عروة من عرى الإسلام و هي عروة الحكم ، فصار يعض عليه و ينتقل بالتوريث و ليس بالشورى
" لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضاً ((( الحكم ))) وآخرهن الصلاة.
/ رواه أحمد والطبراني /
فهذا الخير الثالث في عمر الأمة بعد خير النبوة و خير الخلافة التي على منهاج النبوة ، ليس خيراَ خالصاً وانما فيه بعض الأقذاء
.
** أقذاء ـ جمع القذى - هي ما يقع في العين من الأذى من شوائب ، والمراد به الغل الذي دخل إلى القلوب
أي: إنهم رغم الصلح و الجماعة لكن لايزال هناك حذر و توجس من الآخر
فالأحلاس فتنة تلبس الأمة ولا تفارقها و تبقى آثارها منطبعة ، إنها باب كسر و لن يغلق أبداً كما وصفها الفاروق ، سيف وقع في الأمة و لن يرفع عنها حتى تأتي الفتنة الحالقة ، أو الجارفة في آخر الزمان و التي ستنجلي عن أقل من القليل ، كما وصفها حذيفة في حديث آخر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ قلت: وَمَا دَخنُهُ ؟}}
{{ قال: قومٌ، وفي طريق أخرى: يَكونُ بَعدِي أئِمّةٌ يَستنَونّ بِغَير سُنّتِي، وَيَهدونَ بِغيِر هَديي ، تَعرِفُ مِنهُم وَتُـنكِر، وَسَيَقُوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس.}}
وفي طريق أخرى:
{{قلتُ: الهُدنَة على دَخَن مَا هِيّ؟ قال: لَا تَـرجِعُ قلوبُ أقوامٍ عَلَى الّذِي كَانَت عليه. }}
** لاحظوا العلامة التي قدمها النبي للأئمة أو الحكام في مرحلة الملك العاض وهي : أئِمّةٌ يَستنَونّ بِغَير سُنّتِي، وَيَهدونَ بِغيِر هَديي ، ((( تَعرِفُ مِنهُم وَتُـنكِر )))
تعرف منهم وتنكر أي تظهر منهم أمورٌ حق تعرفها ، وأمور باطلة تنكرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أم سلمة هند بنت أبي أمية - رضي الله عنها : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" إنه يستعمل عليكم أمراء ((( فتعرفون وتنكرون))) ، فمن كره فقد برئ ، ومن أنكر فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع "
قالوا :يا رسول الله ألا نقاتلهم ؟
قال : " لا ما أقاموا فيكم الصلاة "
/ أخرجه مسلم في صحيحه /
مكان الكره هو القلب: أي من جاهدهم بقلبه فقد برئ من النفاق
ومكان الانكار هو اللسان : أي من جاهدهم بلسانه و أمر بالمعروف و نهى عن المنكر ، وقام بالنصح لهم فقد سلم ، أي صح اسلامه
أما من رضي بالانحراف وزينه لهم أو تابعهم أو مدحهم بشعره بما ليس فيهم ، فهذا الذي لا يسلم
لكن هذه المرحلة رغم الدخن الذي فيها وصفها النبي بأنها مرحلة خير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ قُلتُ : فَهَل بَعَدَ ذَلِكَ الخَيِـر مِن شَـر؟ }}
حذيفة هنا يسأل إن كان سيحدث هناك شر بعد مرحلة الملك العاض ؟
{{ قَالَ: نَعَمْ ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا }}
وفي طريق آخر : تَكَونَ فِتنٌ عَلَى أبَوابِها دٌعَاةٌ إلى النَار
** وهذه إشارة إلى مرحلة الحكم الجبري المليئة بالدعاة على أبواب جهنم و التي ستمتد بين فتنتين كبيرتين
فقد كانت ولادته مع فتنة السراء و شيخوخته و موته مع فتنة الدهيماء
وفتنة السراء ظلت تلبس الأمة طيلة مرحلة الحكم الجبري لأنها فتنة يربو فيها الصغير و يهرم فيها الكبير
و يصف النبي صلى الله عليه و سلم هذه المرحلة بأن فيها دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** كلمة الدعاة هنا هي جمع كلمة الداعي ، و المقصود بها هو المعنى الحرفي للكلمة و ليس المعنى الاصطلاحي ، فليس المقصود بالدعاة الداعية الاسلامي أو الشيوخ حصراً ، وانما كل من يدعو إلى النار ..
فالدعاة الى التقسيم و الانفصال عن الدولة العثمانية الجامعة والغاء دار الاسلام هم من الدعاة على أبواب جهنم
و الدعاة إلى العصبيات الوطنية و التمسك بأقفاص سايكس بيكو هم دعاة على أبواب جهنم
الدعاة الى الاشتراكية ، أو إلى الرأسمالية ، أو إلى العلمانية ، أو إلى الليبرالية كبديل عن الاسلام هم أيضاً دعاة على أبواب جهنم
شيوخ التشدد الذين ينفرون الناس من الدين ، و شيوخ التمييع والانحلال هم أيضاً من الدعاة على أبواب جهنم
أركان النظام الجبري الأربعة من أمراء ظلمة و قضاة خونة و وزراء فسقة و فقهاء كذبة هم أيضاً دعاة على أبواب جهنم لكل من عمل عندهم شرطياً أو جابياً أو خازناً أو عريفاً
الكاسيات العاريات المائلات و ((المُميلات )) هن أيضاً من الدعاة على أبواب جهنم لكل من اتبعهن من النسوة المائلات
مفتي السلطان و دجالي وسائل إعلام الحاكم الجبري هم من الدعاة على أبواب جهنم لكل من صدقهم بكذبهم
أما أول الدعاة إلى أبواب جهنم فكان الشريف حسين الذي كان دخن الفتنة من تحت قدميه و تبرأ منه النبي صلى الله عليه و سلم:
" فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا !! }}
{{ قَالَ: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا }}
** إنهم ليسوا أجانب ، ليسوا من جيوش المستعمر ، إنهم منا
" اللهم لا يدركني زمان ، أو لا تدركوا زمان قومٍ لا يتبعون العليم ولا يستحيون من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم والسنتهم ألسنة العرب "
/ الحاكم في المستدرك على الصحيحين /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ }}
{{ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ }}
** الامام الذي يجب أن تلزمه إن كان موجوداً يجب أن يكون إماماً لجماعة المسلمين ، و ليس إماماً لفئة أو طائفة من المسلمين
يجب أن يكون إماماً لجماعة أمة الإسلام ، و ليس إماماً لشعب من شعوب أو أمم سايكس بيكو
و آخر رجل كان إماماً لجماعة المسلمين هو السلطان عبد الحميد رحمه الله و قد تمت الإطاحة به من قبل الماسونيين في عام 1908 و دخل الملك العاض في مرحلة الموت السريري قبل أن يعلن الكافر مصطفى كمال اتاتورك وفاته رسمياً سنة 1924
لذلك أي إمام في مرحلة التقسيم و الحكم الجبري ، في زمن ((( كثرة الأمراء))) ليس إماماً لجماعة المسلمين ، حتى لو كان حاكماً فيه ميل للصلاح في حكمه لشعبه ، سيكون عندها مجرد إمام لفئة أو طائفة من المسلمين محصورة بحدود قفص من أقفاص سايكس بيكو ، و ليس إماماً لجماعة المسلمين على إطلاقها
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
كَيْفَ بِكُمْ إِذَا أُلْبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ ، وَيَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً فَإِذَا تُرِكَ مِنْهَا شَيْءٌ قيل تُرِكَت السُّنَّةِ ، قُلْنَا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَتَى ذَلِكَ ؟
قَالَ : إِذَا ((( كَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ ))) ، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ ، وَكَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ وَتُفُقِّهَ بِغَيْرِ الدِّينِ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لهم جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ }}
{{ قال: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ كَذَلِكَ }}
وفي طريق آخر : فإن تَمُت يَا حُذيّفَة وأنتَ عَاضٌ على جِذل خَيرٌ لكَ مِن أن تتبعَ أحَداَ مِنهُم
وفي رواية أخرى: فَإن رَأيتَ يومئذ للهِ عَزَ وَجَلّ في الأرضِ ((( خَليفة ))) فالزمه، وفي طريق أخرى هناك زيادة ضعيفة: وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك
فإن لم ترَ ((( خليفة ))) فاهرب في الأرض حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**جذل الشجرة أو جذع الشجرة هو أصلها و العض على جذع الشجرة فيه إ شارة الى الشدة التي ستكابدها في الحفاظ على نقاء إسلامك
خليفة لله : هو الرجل الذي يحكم وفق منهج الله ، هو الرجل الذي يجاهد كي يوحد المسلمين ولا يرسخ الفرقة و التقسيم و يحرس أقفاص سايكس بيكو
و هذه إشارة إلى أصحاب رايات الهدى الذين يجاهدون من أجل استعادة الخلافة ، و التي ستعود إن شاء الله
** وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك
لقد قال الكثير من علماء الحديث أن هذه الزيادة " إن ضرب ظهرك ، وأخذ مالك " و بهذا السند هي ضعيفة (بل ومنكرة)
ومن الذين قالوا بذلك الإمام النووي و الدارقطني ،
ولم يورد البخاري هذه الزيادة في صحيحه
و هي أيضاً لا تستقيم مع المعنى ، لأننا هنا نتحدث عن خليفة لله ، وليس عن جبار من الجبابرة ، والخليفة لله لا يمكن له أن يجلد ظهرك و يأخذ مالك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ قلتُ : ثمَ مَاذا؟
قَال: ثمَّ يَخرجُ الدجّالُ
قُلتُ: فبمَ يَجيءُ؟
قالَ: بنهرٍ وَ نَار، فَمَن دَخَلَ نَهرَهُ حَطَ أَجرَهُ وَوَجَبَ وزرَهُ، وَمَن دَخَلَ نَارَهُ وَجَبَ أجرُهُ وَحَطَ وزرُهُ.
قلتُ: يا رسولَ اللهِ ، فَمَا بَعدَ الدجَالِ؟
قَالَ: عيسى ابن مريم.
قلتُ: ثمَ ماَذا؟
قالَ: لو أنتجت فرساً لم تُركب فلوها حتّى تَقومُ السّاعةُ. }}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نـور ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للحديث بقية
تعليقات
إرسال تعليق